بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
يقول الله تعالى : ﴿وَلَئِن أَذَقنَا الإِنسانَ مِنّا رَحمَةً ثُمَّ نَزَعناها مِنهُ إِنَّهُ لَيَئوسٌ كَفورٌ وَلَئِن أَذَقناهُ نَعماءَ بَعدَ ضَرّاءَ مَسَّتهُ لَيَقولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخورٌ إِلَّا الَّذينَ صَبَروا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ كَبيرٌ﴾ [
الشرح والبيان
?قال الشوكانى: وفى التعبير بالذوق ما يدل على أنه يكون منه ذلك عند سلب أدنى نعمة ينعم الله بها عليه: “لأن الإِذاقة والذوق أقل ما يوجد به الطعم”.
?عبر – سبحانه – فى جانب الضراء بالمس، للإِشارة إلى أن الإِصابة بها أخف مما تذوقه من نعماء، وأن لطف الله شامل لعباده فى كل الأحوال.
?وجملة ((إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ)) جواب القسم.
أى: إنه لشديد الفرح والبطر بالنعمة: كثير التباهى والتفاخر بما أعطى منها، *مشغول بذلك عن القيام بما يجب عليه نحو خالقه من شكر وثناء عليه* – سبحانه -.
وإنها – أيضا – لصورة صادقة لهذا الإِنسان العجول القاصر، الذى يعيش فى *لحظته الحاضرة* ، فلا يتذكر فيما مضى، ولا يتفكر فيما سيكون عليه حاله بعد الموت، ولا يعتبر بتقلبات الأيام، فهو يؤوس كفور إذا نزعت منه النعمة، وهو بطر فخور إذا عادت إليه، وهذا *من أسوأ ما تصاب به النفس الإِنسانية من أخلاق مرذولة* .
?وهذه طبيعة الإنسان من حيث هو، إلا من وفقه الله وأخرجه من هذا الخلق الذميم إلى ضده، وهم الذين صبروا أنفسهم عند الضراء فلم ييأسوا، وعند السراء فلم يبطروا، وعملوا الصالحات من واجبات ومستحبات.
(( أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ )) لذنوبهم، يزول بها عنهم كل محذور. (( وَأَجْرٌ كَبِيرٌ )) وهو: الفوز بجنات النعيم، التي فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين. (
هذا والله اعلى واعلم